//حين يصفق الجمهور//بقلم الشاعرة المبدعة دنيا محمد
"حينَ يُصفَّقُ الجمهورُ"
في البَدءِ
كانَ المَشهَدُ غُبارًا،
وأعيُنٌ مَشقوقةٌ
بِخُيوطِ الضَّوْءِ المُلفَّقِ.
المَقاعِدُ مُمتلئةٌ،
وَكُلٌّ يَحمِلُ تذكِرَتَهُ
كَأنَّها صَكُّ غُفرانٍ
مِن لُعبةٍ لا يَفهَمُها.
عَلَى الخَشَبَةِ
تَرقُصُ الضَّحيَّةُ
بِأطرافٍ مَبتُورَةٍ،
تَبتَسِمُ
كما اقتضى نَصُّ الدَّورِ المُفخَّخِ
يَتَسَلَّلُ الرّاوي
مِن بَينِ فَواصِلِ النَّشِيدِ،
يُرَتِّلُ
وَصايا النَّصِّ
بِصَوتِ مَنِ انكَسَرَ بداخِلِهِ المَنفى.
يَبدَأُ العَرضُ:
تُولَدُ الأَكذُوبَةُ
بِمُؤثِّرَاتٍ حَقِيقِيَّةٍ،
يَنزِفُ الصَّمتُ مِن جِرَاحِ الإضَاءَةِ،
وَتَعلُو المُوسِيقَى
كَأَنَّ النَّشَازَ
مُقَدَّسٌ.
الجُمهُورُ
يَنحَنِي،
يَبكِي،
ثُمَّ يُصَفِّقُ.
صَفِيرُ الِانبهَارِ
يُغَطِّي
صَرخَةً
لَم تُسَجَّلْ
ضِمنَ الصَّوتِيَّاتِ.
الضَّحيَّةُ
تَنحَنِي بِدَورِهَا،
تُلقِي تَحيَّةً أَخِيرَةً
لِمَن أَلقَى بِهَا
فِي دَورٍ لَم تَقرَأهُ.
خَلفَ السِّتَارِ
يَكتُبُ المُخرِجُ
نِهَايَةً جَدِيدَةً،
بَينَمَا الجُمهُورُ
يَنتَظِرُ الجُزءَ القَادِمَ
مِن نَفسِ المَسرَحِيَّةِ،
بِأَبطَالٍ جُدُدٍ
لَكِنْ بِذَاتِ القَفَصِ.
وَحِينَ تُغلَقُ السَّتَائِرُ
يَخرُجُ الجَمِيعُ
وَقَد صَدَّقُوا
أَنَّ الحَقِيقَةَ
كَانَت عَرضًا،
وَأَنَّ
الدَّمَ
جُزءٌ مِن المُؤثِّرَاتِ البَصَرِيَّةِ.
بقلم دنيا محمد
تعليقات
إرسال تعليق