//من وهج الرمل إلى ظل النهر//بقلم الشاعرة المبدعة احوان عبد العزيز
“من وهج الرمل إلى ظلّ النهر”
حين تُخاطبني من على ضفاف الفرات،
أُرسل إليك سلامًا من نجد… من أرضٍ يُولد فيها الشعر مع التنفس،
أنا بنت الهضاب،
بنت الرياض إذا اشتاقت وكتبت،
أنا القادمة من وهج القصيد وسمرة الرمل،
الذاهبة إلى جُرحك لا لتضمده… بل لتقيم فيه.
يا ابنَ الفرات،
يا مَن كتبتني قبل أن تعرفني،
وصافحت روحي قبل أن تلمس يدي…
أأنا صدًى لنغمتك؟
أم أنا الغيمُ الذي ظلّك حتى وأنت تجهل اسمي؟
أنا التي لم تأتِ من نهر…
بل من صحراءٍ تعلّمت أن تحتفظ بالمطر داخل القلب.
أنا التي تنام الرمال في عينها،
وتقوم القيامة إذا بكت.
سأحدثك عني،
أنا لستُ وطنًا كي تُجاهد لأجلي،
ولا موتًا كي ترحل نحوي،
أنا الحياة التي تربكك…
التي تعلّمك أن تكون عاشقًا لا شهيدًا.
تسألني من أين أتيت؟
جئتُ من بين زفرات الأمهات،
من أهازيج البدويات إذا انتظرن عاشقًا لا يعود،
من لهفة النخل للغيم،
من حلمٍ سعوديٍّ ضاعَ في طرقات بغداد.
يا مَن ترتق الوقت بأنفاسك،
أنا لستُ حلمًا…
أنا الواقع إذا ارتدى صوت القصيدة.
فإن كنت تنتظر،
فلا تنتظرني مثل الأرملة،
بل انتظرني كما ينتظر القلب نبضه…
صادقًا، دون استعجال.
أجوان عبدالعزيز
تعليقات
إرسال تعليق